أبلغ ضباط الاتصال في الجيش الإسرائيلي قادة فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة أن 'جميع سكان غزة شمال وادي غزة يجب أن ينتقلوا إلى جنوب القطاع خلال الـ 24 ساعة القادمة'، وفقا للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك.
وقالت الأمم المتحدة إن إسرائيل سلمت الرسالة لفريقها في غزة قبيل منتصف ليل الخميس بالتوقيت المحلي، لافتة إلى أن 'هذا يصل إلى حوالي 1.1 مليون شخص، وينطبق نفس الأمر على جميع موظفي الأمم المتحدة وأولئك الذين يقيمون في مرافق الأمم المتحدة - بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والعيادات'.
وجاء في البيان أن 'الأمم المتحدة ترى أنه من المستحيل أن تتم مثل هذه الحركة دون عواقب إنسانية مدمرة'.
وأضاف البيان أن 'الأمم المتحدة تدعو بقوة إلى إلغاء أي أمر من هذا القبيل، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي'.
عواقب إنسانية مدمرة
سيترتب على أمر إسرائيل بنقل مليون شخص من شمال غزة إلى جنوبها في 24 ساعة عواقب إنسانية مدمرة، وذلك لعدة أسباب:
صعوبة التنفيذ: إن نقل مليون شخص في غضون 24 ساعة أمر صعب للغاية، خاصة في ظل الظروف الصعبة في قطاع غزة. فقد لقي أكثر من 1000فلسطيني مصرعهم منذ اندلاع التصعيد العسكري لحماس في 7 اكتوبر 2023.
المخاطر الإنسانية: قد يؤدي نقل السكان إلى جنوب غزة إلى زيادة الازدحام والاكتظاظ في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تفشي الأمراض ونقص الغذاء والماء. كما أن السكان الذين ينتقلون قد يضطرون إلى ترك منازلهم وممتلكاتهم، مما قد يعرضهم لخطر الفقر والضياع.
الانتهاكات الحقوقية: قد يشكل أمر إسرائيل انتهاكًا للقانون الدولي، حيث أنه يفرض على السكان المدنيين الانتقال إلى منطقة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي.
من المحتمل أن يؤدي أمر إسرائيل إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مما قد يؤدي إلى وقوع كارثة إنسانية.
فيما يلي بعض التداعيات المحتملة لأمر إسرائيل
زيادة النازحين: قد يؤدي أمر إسرائيل إلى زيادة عدد النازحين في قطاع غزة، حيث قد يضطر بعض السكان إلى مغادرة منازلهم وممتلكاتهم في شمال غزة.
نقص الخدمات: قد يؤدي نقل السكان إلى جنوب غزة إلى زيادة الضغط على الخدمات الأساسية في المنطقة، مع استمرار اسرائيل في قطع الخدمات من المياه والكهرباء ونالطاقة والرعاية الصحية.
تفاقم الأزمات الإنسانية: قد يؤدي أمر إسرائيل إلى تفاقم الأزمات الإنسانية القائمة في قطاع غزة، مثل الفقر والبطالة والمرض.
من المهم أن تبذل الجهود الدولية لمنع إسرائيل من تنفيذ أمرها، وذلك لتجنب وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة.
رد البيت الابيض علي طلب اسرائيل بنقل مليون مدني من عزة
اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي، جون كيربي، دعوة إسرائيل لتحرك ما يربو على مليون مدني في شمال قطاع غزة خلال 24 ساعة ستكون 'أمراً صعباً'.
وأضاف كيربي في مقابلة مع 'إم.إس.إن.بي.سي' اليوم الجمعة، أن 'هذا يعني انتقال عدد كبير من الأفراد في فترة زمنية قصيرة جدا'، بحسب ما نقلت 'رويترز'.
كما مضى قائلاً 'نفهم ما يحاولون القيام به ولماذا يحاولون القيام بذلك. إنها محاولة لعزل السكان المدنيين عن حماس التي هي هدفهم الحقيقي'.
وأوضح كيربي في مقابلة مع 'سي.إن.إن' أن معبر رفح لا يزال مغلقا ونتحدث مع الإسرائيليين والمصريين بشأن السماح للناس بالخروج.
من جانبه قال مسؤول كبير بالخارجية الأميركية إن إسرائيل تريد القضاء على قيادة حماس وقدرتها على الحكم خلال عملية غزة.
وأضاف أن وزير الخارجية أنطوني بلينكن ناقش أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضرورة إنشاء مناطق آمنة في غزة يمكن للمدنيين أن ينتقلوا إليها.
وكان الطيران الإسرائيلي قد ألقى منشورات فوق مناطق القطاع، تدعو المدنيين لإخلاء منازلهم فورا والتوجه إلى جنوب غزة من أجل أمنهم وسلامتهم.