كثيرًا ما جذب زوار المسجد النبوي بالمدينة المنورة، المخطوطات المعلقة بين أروقة المسجد، وخاصة جوانب الروضة الشريفة، من الآيات القرآنية والنصوص الدينية والأدعية، والتي تعد 'تحف فنية عتيقة'.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الإجتماعي، مع مقطع فيديو أجاب عن من هو صاحب الأعمال المبدعة في المسجد النبوي، وجنسيته، لتصيبهم الدهشة مما عرفوه.
اسمه شفيق الزمان، خطاط باكستاني، عشق الحروف العربية منذ طفولته، ويعمل في تلك المهنة منذ 40 عام بالسعودية، منها 30 عام في كخطاط للمسجد النبوي الشريف.
وتابع الزمان حديثه عن مسيرته المهنية قائلاً: 'بدأت عملي في الرياض، ثم انتقلت إلى المدينة المنورة، وعملت في أحد الورش الخاصة بالخط العربي'.
خطاط الحرم النبوي الشريف
صدفة غيرت مجرى حياته
وظل شفيق الزمان مستمر في عمله بشكل اعتيادي، حتى حدث ما غيّر مجرى حياته المستقبلية بالكامل: ' قال لي أحد الأصدقاء عن مسابقة الحرم النبوي التي تهدف إلى تعيين خطاط للمسجد، وبالفعل قمت بالإشتراك فيها وحصلت على الوظيفة'.
وأشار الزمان، إلى ان الجميع تفاجأ عند معرفة هويته وكيف يستطيع الكتابة باللغة العربية: 'كانوا يظنون أنني عربي، ولكن بعدها تفاجؤا أنني باكستاني، وأكتب بالخط العربي لأنني اهواها من صغري'.
المدة التي يستغرقها خطاط المسجد النبوي في تزيين أروقته
وعن الجهد المبذول وراء تصاميمه التي تشد الناظرين إليها، شرح أن تزيين قبة واحدة تستغرق منه قرابة شهرين، يتم فيهما التصميم والتنفيذ.
وأشار الخطاط إلى 3 لوحات له معلقه في منطقة 'الروضة الشريفة' في المسجد استغرق العمل عليها عاماً ونصف العام، أي 6 أشهر لكل لوحة، صُنعت باستخدام ذهب من عيار 24 قيراطاً.
واختتم شفيق الزمان حديثه، معربًا عن فخره بعمله في رحاب المسجد: ' مصدر فخر بالنسبة لي، فقد كتبتها بيدي'.
خطاط الحرم النبوي الشريف
يذكر أن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس، قد كرّم الخطاط شفيق الزمان في ديسمبر 2014 بمكتبه في المدينة المنورة، نظرا لجهوده وإجادته لأداء الخط العربي في المسجد النبوي الشريف. كذلك منح ميدالية ووسام دولة باكستان وهي الجائزة الكبرى التي تمنحها الدولة للخطاطين المتميزين.