بعد قرارها بالتدخل في النيجر.. تعرف على قدرات وخطة "إيكواس" العسكرية.. وموقف دول الجوار من الأزمة

أضحى يوم السادس والعشرون من يوليو الماضي، يوم تاريخي في النيجر، بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم وإخضاعه وعائلته للإقامة الجبرية، من قبل عسكريون في قوات الدفاع والأمن، معلنين السيطرة على الحكم الذي يعد خامس انقلاب عسكري منذ الاستقلال عن فرنسا.

ومع الإدانات الدولية والإفريقية التي استنكرت ما يحدث في النيجر، قامت العديد من الدول بتحذير رعاياها، علاوة على إعلان الاتحاد الأوروبي وفرنسا تعليق المساعدات والتعاون مع النجير حتى انتهاء الأزمة.

التدخل العسكري في النيجر

إيكواس" تقرر التدخل العسكري في النيجر

وقد أدى الانقلاب في النيجر، إلى إحداث الفوضي وإشعال أزمة سياسية مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا 'إيكواس'، التي بدورها طالبت المجلس العسكري بإعادة بازوم إلى منصبه أو مواجهة خطر تدخل عسكري إقليمي.

وقد رفض رئيس المجلس العسكري في النيجر، عبد الرحمن تشياني، في وقت سابق، العقوبات التي فرضتها 'إيكواس'، ردًا على الانقلاب العسكري في البلاد، ووصفها بأنها غير عادلة وغير آدمية، مشككًا في صلاحيتها من الناجية القانونية.

استعادة النظام الدستوري في النيجر

وأعلنت (إيكواس)، اليوم الجمعة، الاتفاق على اليوم المحدد للتدخل العسكري في النيجر، مؤكدة أنها لن تفصح عنه، بعد يومين من اجتماع قادة أركان المجموعة لاستعادة النظام الدستوري في النيجر..

وقال عبد الفتاح موسى، مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في 'إيكواس': 'اتفقنا بالفعل على ما الذي سيكون مطلوبا لأي تدخل في النيجر'، مضيفا: 'مستعدون لدخول النيجر في أي وقت يصدر فيه الأمر'.

التدخل العسكري في النيجر

القوات المشاركة

في هذا الصدد، تباينت مواقف الدول في المشاركة بالتدخل العسكري، حيث كشفت جريدة 'لوموند' الفرنسية أن بإمكان أعضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تجنيد ما يقارب 50 ألف عسكري من أجل التدخل في النيجر، من بينهم عسكريون من نيجيريا وساحل العاج ' كوت ديفوار'، والسنغال وبنين

فيما ربطت بعض الدول من مجموعة 'إيكواس' مشاركتها بصدور قرار أممي يسمح بالتدخل عسكريا في النيجر.

دول من إيكواس رفضت التدخل

أما مالي البلد الذي لديه حدود برية مع النيجر، فأعلنت بأنها لن تشارك في أية عملية عسكرية وهو ما حدث لبوركينا فاسو وغينيا، وأكدوا تأييدهم دعم المجلس العسكري في النيجر.

وأعلن العسكريون الذين استولوا على الحكم في هذه الدول (مالي، بوركينا فاسو وغينيا) بأنهم سيردون بشكل 'فوري' أي عدوان يستهدفهم، فيما أكدت تشاد عدم رغبتها في التدخل إلى جانب الرأس الأخضر.

التدخل العسكري في النيجرالتدخل العسكري في النيجر

القدرات العسكرية لإيكواس

مع تحذيرات إيكواس وتلويحها في الأفق بتدخل عسكري في النيجر، عقب 'تعنت' المجلس العسكري الذي يتولى السلطة، فإننا نستعرض في النقاط التالية أهم القدرات العسكرية لجيوس الدول المشتركة في المنظمة، والتي كلا من: بنين، وبوركينا فاسو، وغينيا، وساحل العاج، مالي، والنيجر، والسنغال، وتوغو، وجميعها تتحدث الفرنسية، إلى جانب غامبيا، الناطقة بالإنجليزية، وغانا، وليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، وعضوان ناطقان بالبرتغالية، وهما الرأس الأخضر وغينيا بيساو'.

__مع تأكيد وزيرة الخارجية في السنغال بمشاركة بلادها في التدخل العسكري، فيتجلى القدرة العسكرية، حيث يبلغ تعداد الجيش السنغالي 17 ألف مقاتل، وهو يحتل المرتبة رقم 125 على مستوى العالم.

_أي تدخل عسكري من 'إيكواس' سيعتمد بشكل كبير على نيجيريا لإمكانياتها البشرية والعسكرية الكبيرة، حيث يتألف جيشها من 223 ألف فرد، فضلا عن امتلاكه طائرات ومقاتلات حديثة تستطيع من خلاله السيطرة على المعركة في أي حرب تخوضه.

_بنين من الجارات الجنوبية للنيجر، يتكون جيشها من 5 آلاف فرد، وهي تحتل المرتبة 144 على مستوى العالم.

_كما سيعتمد نجاح التدخل العسكري على مدى قدرة المجموعة على التنسيق بين أعضائها ومع الهيئات الخارجية مثل الاتحاد الإفريقي.

ما هي تداعيات التدخل العسكري في النيجر

يؤكد عدد من المحللين السياسيين، على أن التدخل العسكري الذي ستخوصه إيكواس، سيؤدي إلى مزيد من نشر الفوضى في المنطقة، حيث ستزداد المخاطر الأمنية الإقليمية إذا أصبحت النيجر منطقة غير مستقرة، بسبب دورها الاستيراتيجي في محاربة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي.

وأشارت نسرين الصباحي، باحثة بوحدة الدراسات الأفريقية، إن التدخل العسكري ستكون له ارتدادت خطرة على دول المنطقة ككل، مع تفاقم مخاطر السيولة الأمنية، وتنامي نفوذ الجماعات الإرهابية، وتصاعد أنشطة العصابات الإجرامية، واحتمالية تحوّل المنطقة لمسرح حرب إقليمية واسعة النطاق، تزيد من عدم الاستقرار الإقليمي، وتُفاقم حدة الأزمات الإنسانية والاقتصادية.

الموقف الأمريكي الروسي الفرنسي

قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، صامويل وربيرغ، إن الولايات المتحدة تتعاون مع المجتمع الدولي وقادة المنطقة، بما في ذلك مجموعة غرب أفريقيا الاقتصادية (إيكواس)، في الدعوة إلى عودة الرئيس المنتخب محمد بازوم وعائلته، واستعادة جميع وظائف الدولة للحكومة الشرعية المنتخبة ديمقراطيًا في النيجر.

وحمل وزيرَ الخارجية الأميركي المجلسَ العسكري المسؤوليةَ عن سلامة الرئيس المنتخب ديمقراطيا المحتجز، مشيرًا إلى أن التدخل العسكري في النيجر هو الخيار الأخير.

أما فرنسا فقد أعلنت تأييدها التام لكل القرارات التي تبنّتها قمة إيكواس بشأن النيجر، ومن بينها نشرُ القوة الاحتياطية للمنظمة لاستعادة النظام الدستوري، وهو ما يتوافق مع مصالحها في النيجر حسب محللون.

وبخصوص روسيا، فقد أشارت إلى رفضها لأي تدخل عسكري، لما له من تداعيات خطيرة على زعزعة الاستقرار في المنطقة، مؤكدة ان استخدام السلاح سيمتد إلى منطقة الساحل بصفة عامة، وهي منطقة تعاني أساسا اللاإستقرار والعنف من الجماعات المسلحة.

التدخل العسكري في النيجرالتدخل العسكري في النيجر

ما هو الموقف العربي من ما يحدث في النيجر

مع إعلان مجموعة الايكواس، التدخل العسكري، أبدت السلطات في موريتانيا استعدادها للتدخل بشرط إذا طلبت منها دول 'إيكواس' ذلك.

وحسب تقارير، أعلنت موريتانيا أنها ستدرس أي طلب للمشاركة في الخيار العسكري ضد الانقلابيين في النيجر، مشيرة إلى تنديدها للمحاولة الانقلابية في النيجر، داعية إلى أهمية العودة للحكم الشرعي للبلاد.

وفيما، لم تبدي ليبيا أي رد فعل حازم ولا موقف واضح لتدخل إيكواس العسكري حتى الآن، رغم معارضتها للانقلاب، ودعمها للشرعية في جوارها الجنوبي.

حيث أكد الناطق باسم قوات القيادة العامة اللواء أحمد المسماري، أن القوات المسلحة الليبية تراقب دول الجوار التي تشهد توترات لمنع استغلال أراضي هذه الدول في القيام بهجمات ضد الدولة الليبية.

وتابع: 'القوات الليبية متيقظة على الحدود مع النيجر والسودان'، متوقعاً أن تكون هناك عمليات نزوح إنساني ومحاولات تسلل لعناصر إرهابية إلى التراب الليبي.

أما الجانب الجزائري، رأى أن أي محاولة لإعادة بازوم بالقوة ستزيد الوضع تأزما، وبالتالي فحدودها مع النيجر، التي تبلغ نحو ألف كيلومتر، لن تكون منطلقا لأي عملية عسكرية، معربة عن خوفها من نتائج التدخل في إشعال المنطقة وإيقاظ الوحش.