عُقدت ضمن أعمال مؤتمر مستقبل التربية والثقافة والعلوم، الذي أقيم اليوم في الرياض تحت شعار 'معًا نحو التغيير في القرن 21'، جلسة حوارية بعنوان 'العالم الرقمي هو المستقبل - بناء قدرات المؤسسات في هذا المجال'، بمشاركة مديرة قسم الشمول الرقمي والسياسات والتحول بقطاع الاتصالات والمعلومات في اليونسكو الدكتورة مارييلزا أوليفيرا، ورئيسة قسم الشؤون الحكومية والسياسة العامة للمملكة العربية السعودية في قوقل سارة الحسيني، والمؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة ” Burn The Sky لبرامج التدريب الرقمي روب ثورنر.
الفوائد المحققة من مشاريع التحول الرقمي
وتناولت الجلسة الحوارية محاور عدة سلطت الضوء على أفضل الممارسات العالمية المتعلقة بالكفاءة والتكلفة والفوائد المحققة من مشاريع التحول الرقمي، وتعزيز التعاون عبر منظومة الأمم المتحدة وشركائها من خلال الحوسبة السحابية والابتكار، والارتقاء بمهارات القوى العاملة ودمج المهارات الرقمية للجيل القادم، وطرق تطوير إستراتيجيات رقمية لأي مؤسسة واسعة النطاق لتسهم في تعزيز إمكانيات ضخمة مصحوبة بمهارات جديدة، وتحول في طريقة التفكير بناءً على دروس مستفادة من القطاعات الأخرى، وتسريع عملية بناء إستراتيجية جديدة لتشجيع العمل التعاوني والتعلم في المنظمات الدولية.
الدكتور محمد بن سليمان الجاسر يلقي الكلمة الافتتاحية للجلسة بالمؤتمر
تحويل التعليم لمواكبة التغيرات المتسارعة
بدوره، ألقى معالي رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد بن سليمان الجاسر الكلمة الافتتاحية للجلسة، وهنأ خلالها المملكة العربية السعودية على إعادة انتخابها بالإجماع لرئاسة المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وهو ما يُجسِّد تقدير المجلس التنفيذي للإنجازات التي تحققت تحت رئاسة المملكة.
وأشار معاليه، إلى أن اختيار موضوع المؤتمر وتوقيته يأتي في أعقاب قمة الأمم المتحدة بشأن 'تحويل التعليم' التي عُقدت لوضع تصور جديد للتعليم يُمَكِّنه من مواكبة التغيرات المتسارعة التي يشهدُها العالم والتكيُّف مع المتطلبات الجديدة لسوق العمل، مبيناً أن ذلك يتم في خِضمِّ أزمةِ التعلُّم التي زادت من حدة فقر التعلُّم لدى ملايين الأطفال، سواءً الملتحِقين بالمدارس أو غير الملتحِقين بها، وحَرَمتهُم من حقِّهم الأساسي في التعليم، لافتاً الانتباه إلى تداعيات جائحة كوفيد-19 وما ارتبط بها من قيود أدت لحرمان ما يقارب 1 مليار طفل في العالم من الدراسة. وأضاف: نسعى في البنك الإسلامي للتنمية باستمرار إلى اعتماد طرائق جديدة وتطوير أدوات وحلول تمويلية مبتَكَرة من أجل مواكبة التغيرات المتسارعة
اسهامات البنك الإسلامي للتنمية في الصحة والتعليم
التي تشهدها البيئة الاقتصادية العالمية، فقد ارتفع صافي اعتمادات البنك من 4.4 مليارات دولار في العقد الأول من إنشاء البنك، أي في الفترة ما بين 1975 و1984، إلى 81.5 مليار دولار في العقد الماضي 2013-2022، وقد غطت هذه الاعتمادات مختلفَ القطاعات في الدول الأعضاء كالصحة والتعليم والنقل والمياه والطاقة والزراعة وغيرها.
وتابع معاليه قائلاً: 'من المؤسِف أنَّ البلدان الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية تضم زُهاءَ ثلثَ عدد أطفال العالم غير الملتحقين بالمدارس، ولاسيما في منطقتي أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا'.
البرامج والمشاريع التي نفذها البنك الإسلامي للتنمية
كما استعرض معاليه العديد من البرامج والمشاريع التي نفذها البنك الإسلامي للتنمية منذ تأسيسه قبل 48 عاماً وتأتي في إطار حرصه على الاستثمار في التعليم وتنمية الموارد البشرية، وأبرزها: برنامج التعليم الثنائي اللغة في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء؛ وبرنامج الأطفال غير الملتحقين بالمدارس، وبرنامج محو الأمية المهنية من أجل الحد من الفقر، وبرنامج دعم تعليم وتدريب اللاجئين السوريين في المجتمعات المضيفة بالشراكة مع العديد من المنظمات والمؤسسات، إلى جانب إعادة هيكلة برنامج المنح الدراسية لمرحلتَيْ البكالوريوس والدراسات العليا، واستُحدِثَ برنامج البكالوريوس لتوفير فرص تعليمية للطلاب المتفوقين دراسياً والمحتاجين مالياً من أبناء الجاليات الإسلامية في البلدان غير الأعضاء، وكذلك المشاريع ذات الصلة بالتعليم ودوره في مكافحة الفقر وزيادة الوعي في مناحي الحياة كافة منها الصحية والمجتمعية، والمشاريع في قطاع التعليم الأساسي والجامعي من خلال برنامج الملك عبد الله بن عبدالعزيز للأعمال الخيرية الذي يديره البنك, بالإضافة إلى دعم وتمويل البنك لمشروعات صحية في عدة دول وتزويدهم بأحدث المعدات الطبية، وتحسين بنية البحث والتدريب والتعليم وتنفيذ برامج بحث وتدريب مشتركة لطلاب الطب والباحثين.
شعار بنك التنمية التعلُّم في خدمة التنمية البشرية
وفي الختام، أشار إلى أنَّ سياسة البنك المتعلقة بقطاع التعليم تحمل كشعارٍ لها 'التعلُّم في خدمة التنمية البشرية'، وهو ما يعني بالدرجة الأولى أن التركيز ينبغي أن ينصَبَّ على التعلُّم بدلاً من التعليم.
أوليفيرا: تسارعت وتيرة الرقمنة في الثلاث سنوات الماضية
من جانبها أوضحت الدكتورة أوليفيرا، أنه خلال السنوات الثلاث الماضية تسارعت وتيرة الرقمنة وهناك الكثير من الأشخاص اضطروا لاستخدام المنصات الرقمية وأصبحت المجتمعات أكثر مرونة واتصالاً، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الهجمات الإلكترونية والسيبرانية التي تشكل تحديات قد تُحدث فجوة كبيرة، مما يتطلب ربط هذه الفجوة ورأب الصدع ما بين المجتمعات والأفراد وتحديد قيمة اجتماعية لربطهما مع بعض وأن تكون الدول الأعضاء لديها أدلة خاصة ليكون هناك نهج واضح نحو التحول الرقمي والاستمرار والتطور نحو الاستدامة، وأن يكون هناك حقوق إنسان خاصة بالتحول الرقمي، وأن يعمل أصحاب المصلحة الرئيسيون ومتخذو القرارت على وضع توجه ليكون هناك دخول آلي ومضمون للأفراد والمجتمعات وذوي الإعاقة وأن تكون هناك سياسات عامة في استخدام الطبيعة الرقمية وترقية المهارات وصقلها بالتحول الرقمي.
وأشارت إلى أهمية وجود أكثر من 4500 محطة تشغيل حول الدول خاصة بالتعامل مع التحديات والصعوبات لتكون عاملاً للتحذير من الهجمات الإلكترونية.
العمل التحول الرقمي في المشاريع الحديثة
من جهتها قالت الحسيني: 'نعمل على التحول الرقمي في المشاريع الحديثة بحيث تكون هناك رقمنة كاملة للمنصات لحفظ التراث وبناء القدرات الرقمية مع اليونسكو والعمل مع المنظمات الدولية لإصلاح البنية التحتية لتكون دافعاً لاستفادة أطياف المجتمع كافة.
وأشارت إلى أنه يمكن من خلال منصة 'قوقل إيرث' وضع برنامج خاص للمساعدة في التوقعات بشأن التغيرات المناخية أو الإجراءات المتعلقة بالمناخ ومشاركة الشركات في صنع القرار ورفع مستواه لرفع الوعي لدى المجتمعات بما يتعلق بالأشياء التي يمكن أن تكون صديقة للبيئة وتعزز نظام البيئة.
بدوره أشار ثورنر، إلى أن الابتكار ودمجه بالعلوم المختلفة ووجود فرق تعمل بطريقة مرقمنة يسهم في تنمية القدرات البشرية والقدرة على التوجيه ويتم ذلك من خلال التعاون بين المنظمات, مبيناً أن هناك فلسفة حول التعلم من خلال القطاعات الحكومية الرقمية، متطلعاً لأن تستثمر تلك القطاعات في التحول الرقمي.