عززت الآمال بتحقيق نمو قوي في الطلب على الوقود في الصين مكاسب سوق النفط الخام للأسبوع الثاني على التوالي، إذ ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 4.4 في المائة، كما صعد خام برنت 3.6 في المائة.
اهم التقارير عن النفط
وذكر تقرير 'ريج زون' النفطي الدولي، أن خام برنت القياسي العالمي ارتفع للأسبوع الثاني على التوالي، ليحصل على دفعة من معنويات المخاطرة الأوسع التي دعمت المكاسب في ختام الأسبوع الماضي، ما رفع برنت وغرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوياتهما في أكثر من أسبوعين.
ونقل التقرير عن بنك جي بي مورجان تأكيده على أن أسعار النفط تكافح للخروج من نطاق تذبذب بنحو عشرة دولارات هذا العام، حيث يزن التجار رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي مقابل توقعات ارتفاع استهلاك النفط الخام من الصين.
وأضاف أنه تم النظر إلى سلسلة من البيانات الاقتصادية الصادرة في الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة، وهي أكبر مستورد للخام في العالم، وذلك كدليل على حدوث انتعاش، ما أدى إلى تحقيق مكاسب بأكثر من دولارين في ختام تعاملات الأسبوع.
اسعار النفط خطت طريقها إلى أعلى مستوى
وذكر أن أسعار النفط خطت طريقها إلى أعلى مستوى لها في أسبوعين في ختام الأسبوع الماضي مع استمرار السوق في تقييم تأثير بداية خفض إنتاج روسيا بنحو 500 ألف برميل يوميا ابتداء من آذار (مارس) الجاري، فضلا عن البيانات الاقتصادية المختلطة والمخاوف المستمرة بشأن التضخم واستجابة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وعد أن شهية الصين الجديدة للواردات أضافت بعض المشاعر الصعودية إلى السوق، مشيرا إلى انتعاش الأسعار ببطء، حيث تتطلع إلى الاستقرار على ارتفاع أسبوع بعد أسبوع.
وشباط (فبراير) الماضي يمثل الشهر الرابع على التوالي من انخفاض أسعار النفط بسبب الطقس الأكثر دفئا من المعتاد في الولايات المتحدة وأوروبا ومخاوف التضخم التي أضرت بأسعار الأسهم مع ارتفاع الدولار.
ارتفاع المخزونات التجارية الأسبوع الماضي
وأبرز التقرير أن المخزونات التجارية ارتفعت الأسبوع الماضي بمقدار 1.17 مليون برميل إلى ما مجموعه 480 مليون برميل، وهو أعلى مستوى في 21 شهرا وارتفع إلى 9 في المائة فوق متوسط الخمسة أعوام لهذا الوقت من العام، مشيرا إلى استعداد الصين لتسجيل فورة في شراء النفط، حيث يزداد شحن النفط من ساحل الخليج الأمريكي إلى الصين، كما تشتري أيضا كميات كبيرة من أبوظبي وروسيا، حيث يبدو أن انتعاش الصين من عمليات الإغلاق المرتبطة بالجائحة جاء سريعا.
وأوضح أن العقوبات المفروضة على روسيا لم توقف قدرتها على تصدير خام الأورال، حيث لا تزال الهند والصين تقودان مشتريات قوية، حيث تستفيدان من سقف السعر لشراء براميل مخفضة السعر، لافتا إلى أن الصادرات الروسية جاءت في فبراير مطابقة لصادرات كانون الأول (ديسمبر) قبل بدء العقوبات وسقف الأسعار.
شركات الطاقة الأمريكية ستنفق نحو 1.4 مليار دولار
وأوضح التقرير أن شركات الطاقة الأمريكية ستنفق نحو 1.4 مليار دولار هذا العام أكثر من العام الماضي، لكن إنتاجها النفطي سيرتفع بنحو 3 في المائة فقط في 2023، لافتا إلى بيانات 'بايونير ناتشورال ريسورسز'، التي تشير إلى أن الشركات الأمريكية ستزيد ميزانيتها بنحو مليار دولار، لكن إنتاجها سيزيد بنسبة أقل.
وسلط التقرير الضوء على انخفاض مؤشر الدولار، حيث قام المستثمرون بتحويل مخاطرهم مرة أخرى إلى الأسهم والسلع، حيث يعد انخفاض الدولار من العوامل الداعمة لأسعار النفط، مضيفا أن الارتفاع الأسبوعي في مخزونات النفط الخام الأمريكية جاء أقل من المتوقع وأقل مرات عدة عن نمو الأسبوع السابق.
ونبه إلى أن العودة السريعة للنشاط الاقتصادي الصيني، التي أدت إلى زيادة سريعة في الطلب على النفط الخام لم تنجح في دفع الأسعار إلى ما فوق 80 دولارا، موضحا أن التجار يبحثون عن التحقق من الزيادة الكبيرة في واردات الصين من النفط قبل افتراض عودة السوق الصاعدة للنفط الخام.
السوق النفطية تصارع مخاوف التضخم
من جانبه، أوضح تقرير 'أويل برايس' النفطي الدولي، أن السوق النفطية تصارع مخاوف التضخم وارتفاع المخزونات مقابل التفاؤل بشأن تعافي الاقتصاد الصيني، لافتا إلى أن الانتعاش الاقتصادي كان هو العامل الصعودي الرئيس لأسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي بعد أن ارتفع مؤشر مديري المشتريات في البلاد إلى أعلى قراءة منذ نيسان (أبريل) 2012.
كما أنها أيضا علامة على عودة النشاط الصناعي إلى الحياة مع تعزيز المضاربين على ارتفاع أسعار النفط في الصين أسواق النفط إلى درجة أن معنوياتهم طغت على مخاوف التضخم المتزايدة في الاتحاد الأوروبي وعلى ارتفاع المخزونات الأمريكية.
وأشار التقرير إلى سعي وزارة الطاقة الأمريكية إلى البدء في شراء النفط لإعادة ملء الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية جزئيا، التي استنفدت بسبب عدد من الإصدارات خلال العامين الماضي والجاري، حيث يشير كبار المسؤولين إلى أن الولايات المتحدة قد تشتري 40-60 مليون برميل خلال العام المقبل اعتمادا على ظروف السوق.
ارتفاع أسعار النفط الخام
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط الخام في نهاية تعاملات الجمعة لتحقق مكاسب أسبوعية مع صعود خام برنت قرب 86 دولارا للبرميل. وعوض انتعاش نشاط المصانع في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، المخاوف المتزايدة بشأن ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية واحتمال زيادات في أسعار الفائدة في أوروبا.
في نهاية الجلسة، صعدت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم أيار (مايو) 2023- بنسبة 1.3 في المائة لتصل إلى 85.83 دولار للبرميل. وارتفع سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي -تسليم نيسان (أبريل) 2023- بنسبة 1.9 في المائة إلى 79.68 دولار للبرميل.
ونما نشاط التصنيع في الصين، الشهر الماضي، بأسرع وتيرة منذ أكثر من عقد، ما يعزز التوقعات بانتعاش تفكيك الوقود. ومن المقرر أن تسجل الواردات المنقولة بحرا من النفط الروسي مستوى قياسيا هذا الشهر.
وأدت التعليقات التي أدلى بها رافائيل بوستيك رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا - بأن الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يلتزم بمعدل ربع نقطة 'ثابت'، لتخفيف المخاوف في الولايات المتحدة - ساعدت على دعم أسعار النفط الخام الخميس حتى بعد بيانات البطالة القوية.
فرنسا وإسبانيا وألمانيا الاكثر استهلاكاً
مع ذلك، لا تزال السوق حذرة من ارتفاع أسعار المستهلكين أسرع من المتوقع في فرنسا وإسبانيا وألمانيا، ما عزز التوقعات برفع أسعار الفائدة من قبل المصرف المركزي الأوروبي. وارتفع التضخم في منطقة اليورو إلى معدل سنوي أعلى من المتوقع عند 8.5 في المائة في فبراير، وفقا لتقدير أول من وكالة إحصاءات الاتحاد الأوروبي. كما أثر الأسبوع العاشر على التوالي من زيادة مخزونات النفط في الولايات المتحدة في السوق هذا الأسبوع، حسبما ذكرت 'رويترز'.
من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 4 في الأسبوع الماضي، حيث انخفض إجمالي عدد الحفارات إلى 749 هذا الأسبوع - 99 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2022 و326 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية 2019 قبل انتشار الوباء.
انخفاض الحفارات النفطية في الولايات المتحدة
وأشار تقرير شركة بيكر هيوز النفطي الأمريكي الأسبوعي إلى انخفاض الحفارات النفطية في الولايات المتحدة بمقدار 8 هذا الأسبوع إلى 592 بعد انخفاضها بمقدار 7 في الأسبوع السابق، كما ارتفع عدد الحفارات الغازية بمقدار 3 إلى 154 بينما ارتفعت عدد الحفارات المتنوعة بمقدار 1 إلى 3.
ولفت إلى انخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار 4 وظلت الحفارات في إيجل فورد كما هي.
وأوضح أن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة لم يشهد أي تغيير عند 12.3 مليون برميل يوميا للأسبوع الرابع على التوالي للأسبوع المنتهي في 24 فبراير، وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، بينما زادت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 700 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.