تقترب الأزمة السودنية من يومها المائة وسط توسع العمليات القتالية بين الجيش السوداني والدعم السريع لتشمل مناطق جديدة في البلد الذي يئن من وطأة الحرب ،بينما تتواصل الجهود الدولية بحثا عن حل يوقف نزيف الدماء وينقذ الشعب السوداني من ويلات حرب مستعرة تسببت في مقتل المئات ونزوح الملايين .
تدمير هائل طال البنى التحتية في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم
الاشتباكات مازالت مستمرة في السودان بعد مضي قرابة مائة يوم
وخلال الأيام الماضية، ازدادت وتيرة العنف بين الطرفين، وتسببت في ازدياد أعداد القتلى من المدنيين وتدمير هائل طال البنى التحتية في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم، رغم دعوات التهدئة من قبل جهات دولية وإقليمية، تنشد الحل السلمي.
و تجدد القصف المكثف في العاصمة الخرطوم، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع ،و اتهم الجيش ، اليوم السبت، قوات الدعم السريع باستخدام أطفال دون سن 15 عاما في الصراع الدائر بين الجانبين في البلاد.
واعتبرت القوات المسلحة السودانية ما فعلته قوات الدعم السريع 'انتهاكا واضحا للقانون الدولي والإنساني'.
اقرأ ايضا:الأمم المتحدة توجّه لمضاعفة الجهود الدولية في السودان.. وتحذّر من هذا الأمر
الجيش مستمر في توجيه ضربات للدعم السريع
قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في تغريدات نشرها الإعلام العسكري التابع للجيش على تويتر، إن قوات الدعم السريع استقطبت أعدادا من المجرمين والهاربين من السجون واستخدمتهم كمقاتلين لتنفيذ ما سمته 'عمليات إجرامية'.
وأكد الجيش أنه مستمر في توجيه ضربات للدعم السريع في كافة المواقع التي يتمركز بها في أنحاء البلاد، واصفا الموقف العملياتي بأنه 'مستقر'.
ووفقا لقناة 'العربية'فأن شرق وجنوب العاصمة شهد هدوءاً ملحوظاً مع بعض الاشتباكات المتقطعة في الشرق،كما استهدف الجيش مواقع الدعم السريع، وشهد محيط القيادة العامة للجيش هجمات شنتها قوات الدعم السريع من الجانب الشرقي، حيث قصفت عدداً من المواقع في تلك الجبهة.
تعليق مفاوضات جدة
يذكر أن منذ اندلاع الأومة بين الطرفين في 15 نيسان/أبريل الفائت، أسفرت الحرب عن مقتل ثلاثة آلاف شخص على الأقلّ وتهجير أكثر من 3 ملايين شخص سواء داخل البلاد أو خارجها.
وبينما توصل الطرفان لعدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار بوساطة سعودية أميركية، غير أن المفاوضات التي جرت في جدة تم تعليقها الشهر الماضي بعد أن تبادل طرفا الصراع الاتهامات بانتهاك الهدنة.
وتتركز المعارك في العاصمة الخرطوم وضواحيها وإقليم دارفور غرب البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليوناً.
فيما استهدف الجيش مواقع للدعم وعددا من حافلات الوقود بطائرات مسيرة، لافتاً إلى أن مناطق الخرطوم وبحري وأم درمان وحتى شمال كردفان شهدت اشتباكات يوم الجمعة.
قصف مدفعي عنيف لقربها من أحد أكبر معسكرات قوات الدّعم
وظلت أحياء 'جنوب الحزام' والتي تضم 'الأزهري' و'السلمة' و'عد حسين' ومربعات مايو المختلفة منذ بدء الحرب في منتصف أبريل/نيسان الماضي تتعرض لقصف مدفعي عنيف لقربها من أحد أكبر معسكرات قوات الدّعم السريع في المدينة الرياضية وقتل خلالها ما يقرب على الخمسين شخصا.
وشهدت أيضا مدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، مع تحليق للطيران الحربي.
وفي ظل اشتعال الحرب ،طالب وزير الخارجية السوداني علي الصادق، قوات 'الدعم السريع'، بإخلاء المرافق العامة والخروج من بيوت المواطنين،كشرط للقبول بهدنة
وذكر في تصريحات لوكالة الأنباء السودانية أن 'المفاوضات غير المباشرة لم تستأنف أعمالها بصورة جدية بعد، مضيفا أن 'القبول بهدنة أخرى مشروط بالتزام المتمردين (الدعم السريع) بإخلاء المرافق العامة والخروج من بيوت المواطنين والكف عن عمليات السلب والنهب وقطع الطرقات وتعطيل حياة الناس'.
إخلاء مساكن المواطنين ومراكز خدمات المياه
رئيس مجلس السيادة السوداني طالب الدعم السريع بإخلاء المباني الحكومية
وفي وقت سابق أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان، عن 'استعداد الحكومة لوقف إطلاق النار متى تم إخلاء مساكن المواطنين ومراكز خدمات المياه والكهرباء والطاقة والمقرات الحكومية من قبل الدعم السريع'
ومع دخول المعارك يومها الـ99 خلّفت الاشتباكات أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب الأمم المتحدة.
ضرب وجلد فريق طبي لمنظمة أطباء بلاحدود
وأفادت منظمة 'أطباء بلا حدود' الإغاثية في بيان، لها أمس ، تعرض فريقها في الخرطوم لـ'اعتداء عنيف' وسرقة إحدى عرباته من قبل مجموعة من المسلحين،
ونشرت منظمة 'أطباء بلا حدود' على 'تويتر' أن فريقا تابعا لها مكونا من 16 شخصا 'تعرض لاعتداء عنيف من قبل مجموعة من المسلحين الخميس'.
أضافت المنظمة أن المسحلينن قاموا 'بضرب وجلد أعضاء الفريق'.
ويشهد السودان منذ 15أبريل اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ،وسط مساعي دبلوماسية للوصول لحل ينهي الأزمة