موسم الحج 2023.. كل ما تريد معرفته عن السعي بين الصفا والمروة وعلاقته بسيدنا إبراهيم وإسماعيل وهاجر


الاحد 25 يونية 2023 | 05:58 مساءً
السعي بين الصفا والمروة
السعي بين الصفا والمروة
فريق - السعودي اليوم

موسم الحج 2023.. يستعد حجاج بيت الله لبدء مناسك فريضة الحج لهذا العام، غدًا الإثنين من خلال أعمال يوم الثامن من ذي الحجة “ يوم الترويه”، حيث يذهب الحاج المُفْرِد والقارن، في ضحى هذا اليوم إلى منى، وكذلك الحال بالنسبة للحاج المُتَمَتِّع، ويصلى فيها الصوات الخمس.

موسم الحج 2023

وحرصًا من صحيفة 'السعودي اليوم' لخدمة قرائها ومتابعيها نجيب لكم في السطور التالية كل ما تريد معرفته عن السعي بين الصفا والمروة، وعلاقته بإبراهيم وإسماعيل وهاجر .

السعي بين الصفا والمروة

ويعد السعي بين الصفا والمروة واجب على جميع الحجاج والمعتمرين؛ إذ هو ركن من أركان الحج والعمرة، يؤديه الحاج والمعتمر بعد الطواف بالكعبة المشرفة، علمًا بأن الحاج يؤديه سواء أكان متمتعًا، وقارنًا، ومفردًا، لكن في حق المتمتع يلزمه سعي ثانٍ للحج، إذ إن سعيه الأول يكون للعمرة، أما القارن والمفرد فليس عليه إلا سعي واحد، إن سعاه قبل يوم عرفة مع طواف القدوم؛ أجزأه، وإلا سعاه مع طواف الإفاضة، بعد يوم عرفة.

ولمشروعية السعي أصل واقتداء، حيث إن له تاريخًا مع النبي إبراهيم وزوجته هاجر وابنه إسماعيل عليهم السلام، لذا يضع بعضهم عددًا من التساؤلات من بينها: ما السعي؟ وما صفته؟ وما معنى الصفا والمروة؟ وماهيتهما وموقعهما؟ وما سبب تسميتهما؟ وما معنى المسعى والعلمان الأخضران؟، كما يتساءل بعضهم عن سبب اختلاف المؤرخين في طول وعرض المسعى؟ وما أهم التوسعات للمسعى عبر التاريخ؟ وعناية ملوك الدولة السعودية به؟ كل هذا وغيره من التساؤلات تجيب عليها 'سبق' في هذا التقرير.

مفهوم السعي بين الصفا والمروة

السعي لغةً: المشيُ والعَدْوُ مِن غيرِ شَدٍّ؛ قال العلامة الزبيدي في 'تاج العروس' (38/ 279، ط. دار الهداية): [(سَعَى) الرجُلُ (يسعَى سَعْيًا، كرَعَى) يَرعَى رَعْيًا: إذا (قَصَدَ).. (و) سَعَى لهم وعليهم: (عَمِلَ) لهم فكَسَبَ. (و) سَعَى: إذا (مَشَى)، زاد الراغبُ: بسرعةٍ. ومنه: أُخِذَ السعي بين الصفا والمروة. (و) سَعَى: إذا (عَدَا)، وهو دون الشَّدِّ وفوق المشي] اهـ.

قد يهمك: موسم الحج 2023.. ما هو طواف القدوم وماذا يفعل الحجاج فى يوم التروية؟

والسعي شرعًا: المشي بين جبلي الصفا والمروة سبعةَ أشواطٍ بعد طوافٍ في نُسُكِ حجٍّ أو عُمرةٍ؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 158].

أصل السعي.. وعلاقته بإبراهيم وإسماعيل وهاجر

يعود أول ذكر للسعي بين الصفا والمروة إلى النبي إبراهيم وابنه إسماعيل وزوجته هاجر عليهم الصلاة والسلام، والقصة التي يعرفها الجميع حول ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وابنها إسماعيل، وعندما أخبرها أنه أمر من الله ردّت عليه بأن الله لن يضيعهما، وعندما نفد منها الماء ظلت تسعى بين الصفا والمروة سبع مرات، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذلك سعي الناس بينهما'.

الصفا والمروة.. عند قريش والعرب وموقف الإسلام منها

كان على جبلي الصفا والمروة صنمان إساف ونائلة، وكان الجاهليون يمسحونهما، وكان طوافهم بهما سبعة أشواط، وكانت تقوم بذلك قريش فقط، أما غيرهم من العرب فلا يطوفون بهما، فيما كانت الصفا والمروة من المواضع التي كان لها أثر كبير في عبادة أهل مكة.

ولما قدم الأنصار مع النبي عليه الصلاة والسلام في الحج، كرهوا الطواف بين الصفا والمروة؛ لأنهما كانا من مشاعر قريش في الجاهلية، وأرادوا تركه في الإسلام، ومما ورد أن بعض الصحابة قالوا: يا رسول الله لا نطوف بين الصفا والمروة، فإنه شرك كنا نصنعه في الجاهلية'. (إذ كان أهل الجاهلية إذا طافوا بين الصفا والمروة مسحوا الوثَنَين، فلما جاء الإسلام وكُسرت الأصنام، كره المسلمون الطواف بينهما لأجل الصنمين) فأنزل الله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}.

الصفا والمروة.. ماهيتهما وموقعهما

الصفا جبل صغير يقع أسفل جبل أبي قبيس من الجهة الجنوبية الشرقية من الكعبة، ويبعد عنها نحو 130 مترًا، وهو مبتدأ السعي، أما المروة فهو أيضًا جبل صغير من الحجر الأبيض، يقع في الجهة الشمالية الشرقية من الكعبة، ويبعد عنها 300 متر، وهو متصل بجبل قعيقعان، وإليه ينتهي السعي، وكان الصفا والمروة أكمة وسط مكة، تحيط بهما بيوت أهل مكة والتي منها دار الأرقم ودار السائب بن أبي السائب العائذي وغيرهما.

وكان الصفا والمروة والمسعى يقعان خارج المسجد الحرام، ولم يكن لهما بناء يخصهما، وظل الحال على ما هو عليه حتى عام 1375 هـ، حيث قطع جبل الصفا للفصل عن جبل أبي قبيس، وأبقي على بعض الصخرات في نهايته علامة على موضع المشعر، وكذلك فعل بالنسبة لجبل المروة، وتم لأول مرة بناء المسعى، وضُمَّ للمسجد الحرام وأصبح جزءًا منه.

سبب تسمية الصفا والمروة

سميت الأكمة أو الجبل بالصفا جمع صفاة؛ لأن الصفا والصفوان والصفواء هو الحجر العريض الأملس، أو الصخرة الملساء القوية المختلطة بالحصى والرمل، قال الأزهري: الصفا والمروة جبلان بين بطحاء مكة والمسجد'، وقال ابن الأثير: الصفا أحد جبلي المسعى'.

كما سميت المروة مفرد المرو، لأجل الحجارة البيض، الصلبة البراقة الموجودة فيها، أو لأجل الصخر القوي المتعرج وهو الأبيض الصلب.

السعي بين الصفا والمروة
السعي بين الصفا والمروة

اقرأ أيضا