اكتسب إنتاج اليورانيوم أهمية متزايدة خلال السنوات الماضية، بعد أن كان يُستخرج في الأصل بوصفه منتجًا ثانويًا لإنتاج الراديوم حتى أواخر الثلاثينيات، إذ شهدت العودة إلى الطاقة النووية دعمًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، مع ضغط الدول من أجل الانتقال إلى طاقة أنظف، وتوجّه بعض الدول إليها لتوليد كهرباء نظيفة، بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري، لا سيما أن الطاقة النووية لا ينتج عنها أيّ انبعاثات كربونية مباشرة.
وما تزال الطاقة النووية من أقلّ مصادر الطاقة ضررًا، وتسعى بعض الدول إلى تحقيق تقدّم في التكنولوجيا النووية لمكافحة تغير المناخ، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة 'فيجوال كابيتاليست' (Visual Capitalist).
وتُعدّ المفاعلات النووية الصغيرة أحد الحلول المقترحة الحالية لخفض التكاليف وتقليل وقت بناء محطات الطاقة النووية.
ما هي أكبر الشركات المنتجة لليورانيوم؟
يوجد معظم أكبر مورّدي اليورانيوم بالعالم في الدول التي بها أكبر احتياطيات لليورانيوم، مثل أستراليا وقازاخستان وكندا.
وجاء 94% من نحو 48 ألف طن من اليورانيوم المستخرج عالميًا في عام 2021، من 13 شركة فقط، وسيطرت قارة آسيا على ما يقرب من نصف إنتاج اليورانيوم بنحو 24 ألف طن.
أكبر هذه الشركات هي شركة قازاتومبروم القازاخستانية المملوكة للدولة، والتي أنتجت 25% من إمدادات اليورانيوم الجديدة في العالم خلال عام 2021.
وكانت شركة أورانو الفرنسية المملوكة للدولة هي ثاني أكبر منتج لليورانيوم في العالم عند 4 آلاف و541 طنًا.
كان لدى الشركات الباقية في المراكز الـ5 الأولى أرقام مماثلة لإنتاج اليورانيوم، مثل تلك التي حققتها أورانو، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
فقد أنتجت شركة يورانيوم وان الروسية 4 آلاف و514 طنًا من اليورانيوم، وشركة كاميكو الكندية 4 آلاف و397 طنًا، بينما بلغ إنتاج اليورانيوم من مجموعة الطاقة النووية العامة الصينية 'سي جي إن' 4 آلاف و112 طنًا، وشكّل كلٌ منها نحو 9% من إجمالي الإمدادات العالمية.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أكبر منتجي اليورانيوم حول العالم:
أين توجد أكبر مناجم اليورانيوم؟
توجد غالبية احتياطيات اليورانيوم حول العالم في 16 دولة؛ إذ تمثّل أستراليا وقازاخستان وكندا ما يقرب من 40% من احتياطيات اليورانيوم القابلة للاستخراج.
إلّا أن امتلاك احتياطيات كبيرة لا يُترجم بالضرورة إلى إنتاج اليورانيوم بكميات كبيرة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
على سبيل المثال، بالرغم من أن أستراليا لديها أكبر مخزون فردي من اليورانيوم (في منجم أولمبيك دام)، وأكبر احتياطي عمومًا، فإن الدولة تحتلّ المرتبة الرابعة في توريد اليورانيوم، إذ تبلغ 9%.
ويُبرز الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أهم 10 مناجم لإنتاج اليورانيوم في العالم، والتي تمثّل 53% من إمدادات العالم:
أهم 10 مناجم لإنتاج اليورانيوم في العالم
من أكبر المناجم في العالم، يوجد 4 مناجم في قازاخستان، واستحوذ اليورانيوم المستخرج في قازاخستان -إجمالًا- على 45% من إمدادات اليورانيوم في العالم خلال عام 2021.
ناميبيا -التي لديها اثنان من أكبر 5 مناجم لليورانيوم قيد التشغيل- هي ثاني أكبر مورّد لليورانيوم بنسبة 12%، تليها كندا بنسبة 10%.
ومن المثير للاهتمام أن مالكي هذه المناجم ليسوا بالضرورة محلّيين؛ إذ تقوم شركة أورانو الفرنسية بتشغيل مناجم في كندا والنيجر، كما تقوم شركة يورانيوم وان الروسية بتشغيل مناجم في قازاخستان والولايات المتحدة وتنزانيا.
وتمتلك مجموعة الطاقة النووية العامة الصينية 'سي جي إن' مناجم في ناميبيا.
وعلى الرغم من احتفاظ القارة الأفريقية بكمية كبيرة من احتياطيات اليورانيوم، لم تُوضع أيّ شركة أفريقية ضمن أكبر 10 شركات من حيث الإنتاج؛ إذ احتلّت شركة سوبامين النيجيرية المرتبة 12، مع تعدين 809 أطنان.
توليد الكهرباء من الطاقة النووية
شهد إنتاج اليورانيوم تغيرًا كبيرًا، منذ أن بدأ تشغيل أول عدد قليل من محطات الطاقة النووية في الخمسينيات من القرن الماضي.
لمدّة 30 عامًا، نما إنتاج اليورانيوم بشكل مطّرد، بسبب زيادة الطلب على الطاقة النووية وتوسيع الترسانات النووية، وبلغ ذروته في النهاية عند 69.7 ألف طن جرى تعدينها خلال عام 1980، في ذروة الحرب الباردة.
كما ارتفع إنتاج الطاقة النووية بشكل ثابت حتى القرن الـ21، وبلغ ذروته في عام 2001 عندما أسهم بما يقرب من 7% من إمدادات الكهرباء في العالم.
بحلول عام 2021، انخفضت الطاقة النووية إلى 4.3% من إنتاج الكهرباء العالمي، إذ أسهمت عديد من الحوادث النووية -تشيرنوبل وثري مايل آيلاند وفوكوشيما- في التحول ضد الطاقة النووية.