خطيب المسجد الحرام: قسوة القلب داء خطير والنجاة في قلبٍ سليمٍ يذكر الله


فضيلة الشيخ ماهر المعيقلي يدعو إلى تقوى الله ويحذر من قسوة القلوب

الجمعة 31 أكتوبر 2025 | 01:08 مساءً
الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي
الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي
بدرية الودعاني

أوصى خطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، المسلمين في خطبة الجمعة، بتقوى الله تعالى في السر والعلن، مؤكدًا أن الفلاح والنجاة في لقاء الله تكون بالقلب السليم الذي خلا من الأحقاد والذنوب، وقال: 'من أتى الله بقلب سليم فقد أفلح ونجا، ومن أتى الله بقلب مريض فقد خاب وخسر'.

وأضاف فضيلته أن قسوة القلب من أخطر الأمراض الروحية، لأنها تجعل الإنسان بعيدًا عن الخشوع، وغير متأثر بآيات القرآن، مبينًا أن القلب القاسي مرتعٌ للشيطان عند البلاء، لا تلين جوارحه ولا تدمع عينه من خشية الله.

💔 قسوة القلب داء عظيم يعمي البصيرة ويغلق أبواب الرحمة

وأوضح الشيخ المعيقلي أن قسوة القلب عقوبة إلهية تصيب من أعرض عن ذكر الله، مشيرًا إلى أن الله تعالى توعد أصحاب القلوب القاسية في كتابه الكريم، حيث قال تعالى: «فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ».

وأكد أن الدواء النافع لهذا المرض هو المداومة على ذكر الله، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم بتدبر، مع تذكر القبر والموت والآخرة، فهذه الأمور تذيب القسوة وتورث القلب خشوعًا ورحمة.

⚰️ في الموت راحةٌ للمؤمنين وعظةٌ للأحياء

وتحدث فضيلة الشيخ عن حقيقة الموت، مبينًا أن الناس عند وفاتهم ينقسمون إلى نوعين:

ميتٌ يستريح من عناء الدنيا وتعبها إلى رحمة الله الواسعة.

وميتٌ يرتاح منه العباد والبلاد، أي أن وفاته تكون راحةً للناس من ظلمه أو شرّه.

وأضاف أن النبي ﷺ أوضح أن العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا إلى رحمة الله، بينما العبد الفاجر يستريح منه العباد والدواب، داعيًا المسلمين إلى العمل الصالح الذي ينفعهم بعد موتهم.

🌑 ظلمة القبر وضيقه.. تذكير بحقيقة المصير بعد الموت

واستشهد فضيلته بحديث النبي ﷺ: «ما رأيت منظرًا قط إلا والقبر أفظع منه»، موضحًا أن القبر ظلمة ووحشة لا ينجو منها أحد إلا برحمة الله وعمله الصالح، حتى قال النبي ﷺ: «لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا منها سعد بن معاذ».

وأشار إلى أن القبر قد يكون روضةً من رياض الجنة لمن أطاع الله، أو حفرةً من حفر النار لمن عصاه، فهو أول منازل الآخرة وأعظم ما يذكّر الإنسان بحقيقة الدنيا وزوالها.

🙏 النبي ﷺ كان يستعيذ من عذاب القبر في كل صلاة

واختتم فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي خطبته بالتأكيد على ضرورة الإكثار من الاستعاذة من عذاب القبر، اقتداءً بالنبي ﷺ الذي كان يقول في صلاته: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات».

كما دعا المصلين إلى الإكثار من ذكر الله والعمل الصالح، واستحضار الموت دائمًا، فذلك من أعظم أسباب لين القلب والنجاة يوم العرض الأكبر.

🌸 أدعية من القلب للنجاة والخشوع

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك،

اللهم اجعل قلوبنا لينة بذكرك، خاشعة من خشيتك،

اللهم أنر قبورنا، واغفر ذنوبنا، وارزقنا حسن الخاتمة،

اللهم اجعلنا من الذين إذا ذُكرت الجنة اشتاقوا إليها،

وإذا ذُكر النار استعاذوا منها، واجعل آخر كلامنا في الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله.