شهدت السنوات الأخيرة تطوراً مزهلاً في التقنيات البنكية ، وكان الفضل في ذلك لرؤية المملكة 2030 والتي خصصت أحد برامجها لتطوير القطاع المالي وفتح المجال أمام التقنيات البنكية الحديثة.
مبادراته فنتك السعودية
حيث أطلق البنك المركزي السعودي في عام 2018 ضمن مبادراته فنتك السعودية وهي مبادرة بالشراكة مع هيئة السوق المالية كخطوة تحفيزية لتطوير مجال التقنية المالية في المملكة وتعزيز دورها في التنمية الاجتماعية الاقتصادية الوطنية
تراجع في عام 2022 بنسبة 16 %
اليوم غدت المملكة من أكثر الدول تطورا في هذا المجال ومن يسافر إلى خارج المملكة يؤمن بأننا وصلنا في التقنية البنكية إلى درجة أننا أصبحنا نرى بعض الدول المتقدمة متخلفة عنا كثيرا في التقنيات البنكية، ولأن لغة الأرقام لا تكذب نستعرض هنا بعضا منها لنعرف حجم التقدم الهائل في تحول التعاملات البنكية من التقليدية إلى الرقمية، وبمقارنة الأرقام التي يصدرها البنك المركزي السعودي نجد أن عدد أجهزة الصراف الآلي تراجع في عام 2022 بنسبة 16 % من أعلى رقم تحقق في عام 2019 بسبب أن عدد عمليات السحب النقدي في أجهزة الصراف الآلي تراجعت بنسبة 36 % مقارنة مع عام 2019، كما تراجعت قيمة المبالغ المسحوبة من أجهزة الصراف الآلي بنسبة 25 % ثم نعرج على عدد العمليات التي تم تنفيذها داخل فروع البنوك لنجد أنها هي الأخرى تراجعت بنسبة 23 % مقارنة مع أعلى رقم مسجل في عام 2018، كما أن قيمة المبالغ النقدية المسحوبة من داخل البنوك تراجعت بنسبة 27 %، أما عدد شيكات المقاصة المصرفية بين البنوك السعودية والتي تعود للتعاملات التجارية للشركات والأفراد فقد تراجعت بنسبة 58 %، هذه العمليات سواء ما يتم تنفيذه داخل فروع البنوك أو من خلال أجهزة الصراف الآلي تعتبر من العمليات المصرفية التقليدية والأرقام تظهر لنا أنها سوف تتلاشى خلال السنوات القادمة مع تطور التقنيات البنكية.
التحول نحو التعاملات الرقمية
هنا نستعرض فقط عمليات نقاط البيع والتجارة الإلكترونية، لاكتشاف التحول نحو التعاملات الرقمية، عدد أجهزة نقاط البيع ارتفعت بنسبة 405 % مقارنة مع عام 2018، وخلال نفس الفترة نمت عدد عمليات نقاط البيع بنسبة 604 %، وقيمة المبيعات بنسبة 141 %، أما عدد عمليات نقاط البيع باستخدام تقنية التواصل قريب المدى نجد أنها ارتفعت بنسبة 2776 %، وباستخدام بطاقة مدى ارتفعت بنسبة 388 % التجارة الإلكترونية باستخدام البطاقات ارتفع عدد عملياتها بنسبة 1501 %، وقيمة المشتريات ارتفعت بنسبة 1097 %، المبالغ التي تم تحويلها عن طريق نظام التحويلات المالية السريعة ونظام المدفوعات الفورية ارتفعت بنسبة 61 %، بالنسبة للتحويلات السريعة أما التحويلات الفورية التي تم إطلاقها خلال عام 2021 والتي تمكن العملاء من إجراء التحويلات الفورية بين البنوك السعودية خلال 24 ساعة و7 أيام في أسبوع فقد نمت بنسبة 81 % خلال عام 2022 مقارنة مع عام 2021، هذه الأرقام التي تتحقق وإن كانت ستخلق منافسين جددا للبنوك التقليدية إلا أنها ستوفر المزيد من النفقات على البنوك على سبيل المثال تراجع عدد العمليات داخل البنوك بنسبة 23 %، هذا يعني أن البنوك سوف تستغني عن موظفي العمليات بنسبة تقترب من هذه النسبة أو تحويلهم للتسويق والمبيعات لزيادة فاعلية البيع.
تراجع عدد ماكينات الصراف الآلي
أما تراجع عدد ماكينات الصراف الآلي سوف يخفض على البنوك مصاريف الصيانة والتشغيل لهذه الماكينات والاستفادة من السيولة التي تغذى بها الماكينات في الاستثمار؛ لأن أي سيولة تكون داخل خزائن الفروع أو مكائن الصراف الآلي فهي أموال لا تستفيد منها البنوك.
تخفض الاعتماد على العملات الورقية
تقنية البلوكتشين والعملات الرقمية تحت مظلة البنوك المركزية سوف تكون هي تقنيات المستقبل التي ستحدث ثورة في التعاملات المالية وتخفض الاعتماد على العملات الورقية وما تحمله من مخاطر التزوير والسرقة بالإضافة إلى تكلفة طباعتها، فعليا أطلق البنك المركزي السعودي مع بنك الإمارات المركزي عملة (عابر) الرقمية ولكنها حتى الآن مقتصرة على التحويلات المالية بين البنوك السعودية والإماراتية، كما أعلن البنك المركزي السعودي عن مواصلة مشروع اختبار العملة الرقمية السعودية، وذكر أنه يعمل بالتعاون مع البنوك وشركات التقنية المالية العاملة في المملكة على إحدى مراحل المشروع، المعنيّة بدراسة حالات استخدام العملة الرقمية للبنك المركزي المخصصة للمؤسسات المالية محليًا.